الأحد، 30 أبريل 2017

إهانة القضاء هذه المرة ترقى إلى مستوى الصدمة. ذلك أنه فى الوقت الذى تنظر فيه عدة محاكم مصرية بعض القضايا التى اتهم فيها عدد من النشطاء المصريين بإهانة القضاء للتنكيل بهم، فإننا فوجئنا فى نهاية الأسبوع الماضى بأن السلطة ذاتها وجهت إهانة تاريخية للقضاء. وإذا كانت محاكمات النشطاء سياسية بالدرجة الأولى ويتعذر أخذها على محمل الجد، فإن الإهانة الأخيرة التى وجهتها السلطة إلى القضاء، وإن كانت سياسية بدورها، إلا أنها من الجسامة بحيث ينبغى أن تستقبل بأعلى درجات الجدية. فالأولى تستهدف أفرادا، أما الثانية فتهدر قيمة استقلال القضاء وتنال من هيبة القضاة واحترام القانون.

هى ليست صدمة واحدة فى حقيقة الأمر، وإنما عدة صدمات تتابعت خلال الأشهر الأخيرة. بدأت بمشروع مشكوك فى مصدره يخول لرئيس الجمهورية الذى هو رئيس السلطة التنفيذية سلطة تعيين رؤساء الهيئات القضائية، من بين ثلاثة مرشحين تعينهم الجمعيات العمومية، ورغم أن الهيئات القضائية عارضته بالاجماع، إلا أننا فوجئنا بأن مجلس النواب وافق على المشروع. وكان للموافقة دلالتها لأننا نعرف أن للسلطة دورها فى تشكيل أغلبية المجلس، وحين وافقت الأغلبية على المشروع فقد كان ذلك دالا على أن السلطة راضية عنه. فى الوقت ذاته فإنه سلط الضوء على الجهة التى كانت وراء تقديم التعديل، التى لم تعد مجهولة المصدر. وإذ أحدثت الموافقة صداها الغاضب فى أوساط القضاة فقد ظن كثيرون أن المشروع لن يتم التصديق عليه من جانب الرئاسة، وأنه سيرد إلى المجلس لإجراء التعديلات ــ أو بعضها على الأقل ــ التى جاءت فى اعتراض الهيئات القضائية عليه، غير أن ذلك لم يحدث، وكانت الصدمة الكبرى أنه تم التصديق على المشروع بعد ٢٤ ساعة من موافقة البرلمان، ونشر نصه فى الجريدة الرسمية على الفور (يوم الجمعة ٢٨/٤).

العملية بهذه الصورة لم تكن إهانة للقضاء فحسب، وهذا أمر لا يمكن التقليل من حجمه، وإنما شكلت خطواتها اعتداء على الدستور من زاويتين، الأولى فى الشكل والثانية فى المضمون. وتلك مسألة تحتاج إلى شرح أوجزه فيما يلى:

< طبقا لنص المادة ١٨٥ من الدستور التى نصت فى فقرتها الثانية على أن يؤخذ رأى كل جهة وهيئة قضائية فى مشروعات القوانين المنظمة لشئونها، وفى الحالة التى نحن بصددها رفضت الهيئات القضائية جميعها المشروع، ولكن رأيها جرى العصف به ولم يؤخذ فى الاعتبار.

< استقلال القضاء مبدأ مستقر فى الدستور منذ عام ١٩٢٣، ومنصوص عليه فى ثلاث مواد من الدستور الحالى (١٨٤ و١٨٥ و١٨٦). وتعيين رئيس الجمهورية لرؤساء الهيئات القضائية يشكل إخلالا بذلك الاستقلال وتغولا من جانب رئيس السلطة التنفيذية ينتهك ذلك المبدأ الأصيل، وفى انتقاد العملية ذكر أحد الباحثين أنه طبقا للدستور فإنه فى حالة محاكمة رئيس الجمهورية مثلا فإنها تتم أمام محكمة خاصة مشكلة من رؤساء الهيئات القضائية، وفى ظل الوضع الحالى يتعذر افتراض الحياد فى أن يقوم بمحاكمة الرئيس قضاة هو الذى اختارهم وعينهم فى مناصبهم.

رجال القانون الذين تحدثت إليهم لم يستغربوا إهدار السلطة التنفيذية لأحكام القضاء، وضربوا مثلا بحكم القضاء الإدارى بطلان اتفاقية الجزيرتين تيران وصنافير، ثم تجاهل الحكومة للحكم وإحالة الموضوع إلى البرلمان، فضلا عن إحالة الموضوع إلى قاضى الأمور المستعجلة لوقف أحكام القضاء الإدارى، وهو إجراء باطل يمثل عبثا بالقانون وليس احتكاما إليه، ومنهم من قال إن التصريح الأمريكى بأن الإفراج عن المصرية الأمريكية آية حجازى كان ثمرة اتصالات أمريكية مع السلطات المصرية، الأمر الذى اعتبر أن تبرئة السيدة وزملائها تم بفضل التدخل الدبلوماسى وليس بناء على حكم القاضى المصرى.

القانونيون الذين تواصلت معهم تحدثوا بمرارة عن إهدار أحكام القانون، لم يخطر على بالهم أن تذهب الأمور إلى أسوأ بحيث يطعن استقلال القضاء بالصورة التى جاءت فى القانون الأخير، وتساءل أحدهم منفعلا، هل يعقل أن تقوض بعض أهم أعمدة العدل فى مصر لمجرد أن السلطة تريد استبعاد أشخاص بذواتهم (قيل إن عددهم أربعة) من حظوظهم فى تولى رئاسة بعض الهيئات القضائية، لمجرد أن بعضهم غير مرضى عنه، أو أصدر أحكاما أغضبت الحكومة (حكم إلغاء اتفاقية الجزيرتين مثلا)؟
فهمي هويدي
فهمي هويدي فهمى هويدى كاتب صحفى متخصص فى شؤون وقضايا العالم العربى، يكتب عمودًا يوميًا ومقالاً اسبوعياً ينشر بالتزامن فى مصر وصحف سبع دول عربية اخرى. صدر له 17 كتابا عن مصر وقضايا العالم الاسلامى. تخرج من كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1961 ويعمل بالصحافة منذ عام 1958.

السبت، 29 أبريل 2017


الغشاء العاقل    هل تعرفه اين يكون؟؟

أفلا يتفكرون ツ
ورة دم الجنين،.ولدم الأم زمرة ولدم الجنين زمرة ولا يختلطان.
لو أننا أعطينا إنسانا دماً من زمرة غير زمرته ،لمات فوراً بانحلال الدم.
فسبحان الله! يجتمع في هذا القرص ـ المشيمة ـ دم الجنين ودم الأم ولا يختلطان،
بينهما غشاء سماه الأطباء الغشاء العاقل، لأنه يقوم بأعمال تفوق حدّ الخيال.
 هذا الغشاء يأخذ من دم الأم الأوكسجين، ويأخذ السكر، والأنسولين، ويطرحه في دم الجنين، صار في دم الجنين أوكسجين، وسكر، وأنسولين، يحترق السكر
بفعل الأوكسجين عن طريق الأنسولين، تنشأ طاقة، حرارة الجنين سبع وثلاثون،
أما الفضلات ثاني أكسيد الكربون فيأتي الغشاء العاقل ويأخذ هذه الفضلات
من دم الجنين ليطرحه في دم الأم.
 نَفَس الأم [ زفير الأم ] جزء منه نَفَس جنينها،ويأخذ الغشاء العاقل من دم الأم مناعتها،جميع اللقاحات التي لقحت بها في صغرها ،وجميع الأمراض التي أورثتها مناعة معينة، يأخذ الغشاء عوامل مناعة الأم من دمها ، ليطرحه في دم الجنين،
الغشاء العاقل حجر صحي، لو أن الأم تناولت مواد سامة، وتسممت،
المواد السامة لا تنتقل إلى الجنين عبر الغشاء العاقل،
ليس لأنه عاقل كما قال الأطباء، لكنها قدرة الله وحكمته.
الآن الغشاء العاقل بإمكانه أن يعرف ما يحتاج الجنين من مواد غذائية،
كم يحتاج إلى سكر؟ إلى دسم؟ إلى بروتين؟ إلى شحوم ثلاثية؟ إلى فيتامينات؟
إلى معادن؟ إلى أشباه معادن؟ هناك عشرة آلاف بند في التغذية،
هذا الغشاء العاقل يعرف ما يحتاجه الجنين، وتتبدل هذه النسب كل ساعة،
ينقل هذا الغشاء من دم الأم إلى الجنين وكأنه طبيب ماهر.
بل لو ترك أمر الغشاء العاقل إلى نخبة من الأطباء لتحديد احتياجات الجنين ،
لمات في انتظار ذلك .
هذا خلق الله.
وقد يكون ما تشتهيه الأم من طعام معين، في شهور الحمل الأولى حاجة غذائية من حاجات جنينها.
غشاء عاقل!!!!!!من خلقه وأودع فيه خصائصه ؟ إنها قدرة الله، يد الله تعمل في الخفاء:
قال الله تعالى :( صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ )الله عز وجل أودع في الغشاء العاقل خصائص تفوق حدّ الخيال:
الغشاء العاقل يقوم بدور لا يستطيعه أهل الأرض مجتمعين،
قال الله تعالى :
﴿ وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾
كلما تقدم العلم اكتشف العلماء حقائق مذهلة.
قال بعض العلماء: لم تبتل بعد أقدامنا ببحر المعرفة، ولا بأسرار قدرة رب العالمين ،الله جلّ جلاله وعظمته .
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
اذا اتممت القراءة اكتب #سبحان_الله

الأربعاء، 26 أبريل 2017

اعتذار لكريم يونس ( عن جريدة الشروق)


فهمي هويدي

نشر فى : الثلاثاء 25 أبريل 2017 - 9:00 م | آخر تحديث : الثلاثاء 25 أبريل 2017 - 9:00 م
أعانى من الخجل وينتابنى شعور بالذنب لأن اسم كريم يونس سقط من ذاكرتى. ذلك أن المناضل الفلسطينى حين يقضى فى السجون نحو ٣٥ عاما. بحيث يصبح أقدم سجين فى العالم وربما فى التاريخ، من حقه أن يتحول إلى أيقونة فى العالم العربى على الأقل. فلا تختفى صورته ولا ينسى اسمه، وتظل قصته رمزا ملهما للأجيال المتعاقبة. صحيح أنه ليس الوحيد فى الأسر، لأن السجون الإسرائيلية تحتوى على أكثر من ثمانية آلاف أسير فلسطينى (بينهم ٢٤٠ طفلا و٧٣ امرأة وفتاة) وجميعهم مناضلون نحنى لهم رءوسنا إجلالا واحتراما، إلا أن كريم يظل أقدمهم وأطولهم عمرا فى أقبية تلك السجون.
إذا قال قائل بأن بيننا من نسى القضية برمتها ومن ثم ينبغى ألا نستكثر على أنفسنا أن ننسى بعض رموزها، فردى عليه إن الملاحظة صحيحة وخاطئة فى الوقت ذاته. ذلك أنها إذا كانت تعبر عن واقع حاصل فى زماننا، إلا أنه واقع بائس من الخطأ أن يعتبر معيارا للحكم. إذ القياس الجاد ينبغى أن يكون مرجعه ما يتعين أن يصير إليه الأمر وتقتضيه الأمانة والمروءة والواجب.
الفضل فى تذكيرى بكريم يونس يرجع إلى «يوم الأسير» الذى يحتفل به الفلسطينيون فى السابع عشر من شهر إبريل كل عام. وهو التاريخ الذى نجحت فيه المقاومة الفلسطينية (عام ١٩٧٤) فى إطلاق سراح الأسير محمود بكر حجازى فى أول عملية لتبادل الأسرى مع العدو الصهيونى. بعد ذلك التاريخ بتسعة أعوام (فى الأول من شهر يونيو عام ١٩٨٣). اقتحم الإسرائيليون بيت أبيه فى بلدة «عارة» بالمثلث الشمالى وراء الخط الأخضر، باحثين عن كريم. وحين قيل لهم إنه يدرس بجامعة بن جوريون فى بئر سبع، فإنهم اختطفوه من هناك فى اليوم التالى، بعد ذلك وجهت إليه تهمة قتل جندى إسرائيلى بالاشتراك مع آخرين. وحكم عليه بالإعدام شنقا. وهى العقوبة غير المنصوص عليها فى القانون الإسرائيلى ــ إلا أن القضاء فعلها لأنهم أرادوا ترويع الفلسطينيين فى الداخل. وبالفعل ظل كريم مرتديا بدلة الإعدام الحمراء لعدة أشهر، فى انتظار أن يساق إلى حبل المشنقة. لكن استئناف الحكم أدى إلى تخفيفه إلى السجن المؤبد، الذى قيل إنه عقوبة تستمر أربعين عاما. بما يعنى أنهم أرادوا أن يستبدلوا الموت البطىء بالموت الفعلى.
منذ ذلك الحين وكريم قابع فى سجون إسرائيل التى تنقل بينها جميعا (٢٢ سجنا) ضمن عمليات التنكيل به وكسر إرادته. إلا أن المناضل العنيد ظل صامدا فى زنازينها. بل ظل يقاتل من خلال معركة الأمعاء الخاوية، حيث خاض ٢٥ إضرابا عن الطعام. أحدثها الإضراب الذى أعلنه الأسرى فى الأسبوع الماضى، وكان هو مع مروان البرغوثى القيادى فى فتح فى مقدمة الأسرى القابعين فى زنازين سجن «الجلمة»، الذين أصروا على تحدى سياسات التنكيل والتسويف التى تتبعها إسرائيل مع الفلسطينيين.
فى الأسبوع الماضى قال كريم يونس لأمه التى جاوزت الثمانين عاما وحفيت قدماها وهى تزوره كل أسبوعين فى السجون التى ينقل إليها. إنه مستعد لأن يبقى مائة عام أخرى فى السجن، ولا يستخدم كورقة لابتزاز الفلسطينيين والتفريط فى حقوقهم. وفى كهولتها التى جفت معها دموعها فإنها ما عادت تتمنى شيئا سوى أن تحتضن ابنها الذى لم تعد تراه إلا من خلال اللوح الزجاجى، بعدما فقدت الأمل فى أن تزوجه كما زوجت بقية إخوته.
أكثر ما حز فى نفسى ما قرأته عن غضب الرجل ولومه للقيادات الفلسطينية التى بدت وكأنها نسيته، واستسلمت لمراوغات الإسرائيليين الذين استثنوه من عمليات تبادل الأسرى أكثر من مرة. إذ كان ولايزال حرصهم أكبر على إذلال المقاومين الفلسطينيين الذين ينطلقون من قرى الخط الأخضر ويحملون الجنسية الإسرائيلية رسميا. ذلك أنهم بممارساتهم يعلنون عن فشل سياسة التذويب والترويض ويذكرون إسرائيل بجريمتها التاريخية والكبرى.
كريم يونس وزملاؤه محقون فى عتابهم على القيادات الفلسطينية، بل وعتاب العرب الذين صاروا «أصدقاء» لإسرائيل، لأنهم بدورهم نسوا الأسرى. ولئن جرى الاحتفاء عالميا بالزعيم الإفريقى الجنوبى نيلسون مانديلا الذى قضى فى السجن ٢٧ عاما، فإن سجينا مثل كريم يونس الذى قضى نحو ٣٥ عاما حين شارك فى الدفاع عن كرامة شعبه ووطنه يظل أجدر بالتكريم، إن لم يكن بإطلاق سراحه، فعلى الأقل دفاعا عن القيم النبيلة التى تصدى بنفسه للدفاع عنها. وإذا قصر هؤلاء وهؤلاء فلا أقل من أن نعلن نحن تضامننا معه وكل زملائه. واعتذارنا عن العجز والوهن الذى أصاب أمتنا وحولنا جميعا إلى أسرى فى أوطاننا.
فهمي هويدي
فهمي هويدي فهمى هويدى كاتب صحفى متخصص فى شؤون وقضايا العالم العربى، يكتب عمودًا يوميًا ومقالاً اسبوعياً ينشر بالتزامن فى مصر وصحف سبع دول عربية اخرى. صدر له 17 كتابا عن مصر وقضايا العالم الاسلامى. تخرج من كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1961 ويعمل بالصحافة منذ عام 1958.

الأحد، 23 أبريل 2017

منقول 
الاستاذ/ محمد شامخ





الإلحاد وليد الذّعر

إذا أردت أن تهدمَ حضارة ما، فما عليك سوى هدم الأُسرة، هدم التعليم، وإسقاط القدوة.
 والناظر إلى معظم المؤسسات التعليمية في الوطن العربي من جامعات وكليات ومدارس سيلحظ نسبة لا بأس بها من التخلف الأكاديمي عن ركب الترتيب العالمي من جهة، ومن جهةٍ أخرى عدم تجديد وتطوير المواد الدينية مما جعل دراستها خاليةً من تحقيق الحد الأدنى من الخشوع والتذكير.
لقد بات عموم الشارع العربي راضيًا إلى حد كبير عن نسبة ازدياد الإلحاد في مجتمعه، لا أذكر أن هذا الرضا كان هو نفسه في الماضي، ولا أتذكر بأن نظرة المجتمع البسيط حول الإلحاد والملحدين كانت كما هي نظرتهم اليوم، كان الناس على الفطرةِ أكثر، يحاربون من زاغ عن الصف، أما اليوم فباتت حركات الملحدين ونشاطاتهم تُغري الآخرين وتُبهرهم بين الفينةِ والأخرى، حتى بات الكثير ممن يرى في الإلحاد ما لا يراه في التدين، وباتت شريحةٌ من هؤلاء يظنون يقينًا أن الإلحاد ما هو إلا تطور بنّاء سوف تأفل على يديْه شمس الدين.
ولا شك أن ظهور تنظيمات متطرفة أمثال داعش، قد ألقى بظلّه سلبًا على ذهن المواطن البسيط الذي يقرأ القرآن دون تدبر ويسمع لأهل الخير دون استماع وإنصات، على الأقل فلقد وصل الذعر لهذا المواطن حيال ما تقوم به هذه التنظيمات من تشريع للقتل وتمزيق الأوصال، على أن الدين الإسلامي يأمر بهذا فعلًا، ومما يسهّل على عموم الناس التوفيق بين الأمرين هو تقارب النص – ظاهريًا – الذي يبني هؤلاء المتطرفون حجّتهم في القتل عليها، حينها سوف تُنسب أعمال التخريب هذه للإسلام، بسبب جهل المتطرفين أنفسهم حول تفسير النص وأسباب نزوله من ناحية، ومن ناحية أخرى جهل العموم في الفِهم والتوفيق. بيد أن الكيّس الفطِن يدرك أن هذا الفعل لا يُحسب على الإسلام ولا على أهلِه. وفي أعين من ألحد، بات من يستدل بالنصوص الشرعية ويؤصّل لأبسط المسائل هو داعشي بامتياز.
أما السؤال الذي يشغل البال، هل الإلحاد – والذي هو وليد العلمانية – بات نشاطًا نهضويًا وتقدمًا فكريًا واجتماعيًا للأفراد والأمم؟ بمعنى هل تقدم العرب علميًا وحضاريًا مشروط بالتخلي عن الدين؟ أراهن أن مزيدًا من الذعر وقع الآن على أذهان كثير من المسلمين قبل الملحدين أنفسهم، وحتى أدلكم أين تجد هؤلاء المشككين، فستجدهم يقولون: إن الإلحاد حرية أما التديّن فتطرف، يسبّون العُلماء والمشايخ، يُسقطون عِلمهم واجتهادهم، يبحثون عن زلاتهم وتناقضهم، وتراهم يهزؤون بالله ورسوله عبر صفحات الوسائل الاجتماعية… وهنا يكتمل ثالوث الحكمة التي بدأتُ بها المقال، إن أردت هدم حضارة، فعليك بإسقاط القُدوة.
ومن الدروس العقيمة المتكررة، المناقشات السفسطائية والجدلية التي تدور حول أصول لا توفّر في نهاية الأمر أرضية مشتركة، وللأسف فإن أكثر تلك الحوارات تنتهي بالتعادل السلبي، نظرًا للتعقيد الذي يسلكه الحوار، بل يجب أن تُبنى الحوارات على البساطة والارتجال. للأسف الشديد كثير ممن يشكك في الرسالة الإسلامية هو مسلم في نهاية المطاف، لكنه لا يبدو جادًا في البحث عن إيجابات، إما أنه منشغل في عملِه الحياتي الذي يمنع ضمنيًا مناقشة المسائل الدينية، أو أنه لا يرى في عُلماء أهل السنة والجماعة أي كفاءة للاستدلال بهم، وفي كل الأحوال يخشى هؤلاء من الحقيقة التي قد تتعارض مع مصالحهم الشخصية والعاطفية، نؤكّد ها هنا أن خطر الإلحاد والعلمانية لا يقل خطورة عن داعش.
إن محاولة إجبار العالم على رؤية الأمور من منظور شخصي معيّن هو استبداد وانغلاق مقيت، وكما أن للناس حريتهم في التدين فلهؤلاء حرية الإلحاد، طالما لم يُحارب الطرف نقيضه، ونؤكد بأن لا توافق بين الإسلام والإلحاد، ولا وجود لشيء اسمه إسلام علماني، ولا وجود لشيء اسمه يسار إسلامي، ولا وجود لتيارات تقيمُ إسلامها على نصوص ماركس ولينين، نحن مكتفون بالإسلام وهم مكتفون بالعدم، أما الرسالة التي نوجهها للطرفين فهي إذا كنتم لا تؤمنون بالحرية لأناس تحتقرونهم لسببٍ ما، فأنتم لا تؤمنون بها على الإطلاق، أما الآن فسأقدر لكم إن أشحتم قليلًا عن تديّننا وعُلمائنا وسُنتنا.

السبت، 22 أبريل 2017

مفهوم السعادة في الإسلام


السعادة شعور داخلي يحسه الإنسان بين جوانبه يتمثل في سكينة النفس، وطمأنينة القلب، وانشراح الصدر، وراحة الضمير والبال نتيجة لاستقامة السلوك الظاهر والباطن المدفوع بقوة الإيمان.

الشواهد على ذلك من الكتاب والسنة:
1- قال الله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ [النحل: 977].

2- وقال تعالى: ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ﴾ [طه: 123، 1244].

3- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليس الغنى عن كثرة المال  ولكن الغني غني النفس ).

السعادة ليست في الماديات فقط:
إن السعادة في المنظور الإسلامي ليست قاصرة على الجانب المادي فقط، وإن كانت الأسباب المادية من عناصر السعادة، ذلك أن الجانب المادي وسيلة وليس غاية في ذاته لذا كان التركيز في تحصيل السعادة على الجانب المعنوي كأثر مترتب على السلوك القويم.

وقد تناولت النصوص الشرعية ما يفيد ذلك ومنها:
أ/ قال الله تعالى: ﴿ وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ *وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ﴾ [النحل: 5، 66].

ب/ وقال الله تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ  ﴾ [الأعراف: 322].

ج/ وقال صلى الله عليه وسلم:( من سعادة ابن آدم: المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح ).

الإسلام يحقق السعادة الأبدية للإنسان:
لقد جاء الإسلام بنظام شامل فوضع للإنسان من القواعد والنظم ما يرتب له حياته الدنيوية والأخروية، وبذلك ضمن للإنسان ما يحقق له جميع مصالحه الدنيوية والأخروية، فقد جاء الإسلام للحفاظ على المصالح العليا والمتمثلة في الحفاظ على: (النفس، والعقل، والمال، والنسل، والدين).

فالسعادة في المنظور الإسلامي تشمل مرحلتين:
1- السعادة الدنيوية: فقد شرع الإسلام من الأحكام ووضح من الضوابط ما يكفل للإنسان سعادته الدنيوية في حياته الأولى، إلا أنه يؤكد بأن الحياة الدنيا ليست سوي سبيل إلى الآخرة، وأن الحياة الحقيقية التي يجب أن يسعى لها الإنسان هي حياة الآخرة قال الله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ [النحل: 977] وقال تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ﴾ [القصص: 777] وقال تعالى: ﴿ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾ [التوبة: 388].

2- السعادة الأخروية: وهذه هي السعادة الدائمة الخالدة، وهي مرتبة على صلاح المرء في حياته الدنيا قال الله تعالى: ﴿  الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 322] وقال تعالى: ﴿  لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ﴾ [النحل: 300].

الحياة الدنيا ليست جنة في الأرض:
لقد حدد الإسلام وظيفة الإنسان في الأرض بأنه خليفة فيها يسعى لأعمارها وتحقيق خير البشرية، ومصالحها التي ارتبطت بالأرض إلا أن هذا الاعمار وتحصيل المصالح تكتنفه كثير من الصعاب، ويتطلب من الإنسان بذل الجهد وتحمل المشاق في سبيل ذلك.

كما أن الحياة ليست مذللة سهلة دائما كما يريدها الإنسان ويتمناها، بل هي متقلبة من يسر إلى عسر ومن صحة إلى مرض ومن فقر إلى غنى أو عكس ذلك، وهذه ابتلاءات دائمة يتمرس عليها الإنسان في معيشته، فيحقق عن طريقها المعاني السامية التي أمر بها من الصبر وقوة الإرادة، والعزم والتوكل والشجاعة، والبذل وحسن الخلق وغير ذلك، وهذه من أقوى أسباب الطمأنينة والسعادة والرضا قال الله تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 1555 - 1577].

وقال صلى الله عليه وسلم:( عجبا لأمر المؤمن فإن أمره كله خير، فإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ).

أسباب تحصيل السعادة:
1- الإيمان والعمل الصالح: وتحصل السعادة بالإيمان من عدة جوانب:
أ/ إن الإنسان الذي يؤمن بالله تعالى وحده لا شريك له إيمانا كاملا صافيا من جميع الشوائب، يكون مطمئن القلب هادي النفس ولا يكون قلقا متبرما من الحياة بل يكون راضيا بما قدر الله له شاكرا للخير صابرا على البلاء.

إن خضوع المؤمن لله تعالى يقوده إلى الراحة النفسية التي هي المقوم الأول للإنسان العامل النشط الذي يحس بأن للحياة معنى وغاية يسعى لتحقيقها قال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 822].

ب/ إن الإيمان يجعل الإنسان صاحب مبدأ يسعى لتحقيقه فتكون حياته  تحمل معنى ساميا نبيلا يدفعه إلى العمل والجهاد في سبيله، وبذلك يبتعد عن حياة الأنانية الضيقة، وتكون حياته لصالح مجتمعه وأمته التي يعيش فيها، فالإنسان عندما يعيش لنفسه تصبح أيامه معدودة وغاياته محدودة أما عندما يعيش للفكرة التي يحملها فإن الحياة تبدو طويلة جميلة تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد مفارقتها لوجه الأرض، وبذلك يتضاعف شعوره بأيامه وساعاته ولحظاته.

ج/ إن الإيمان ليس فقط سببا لجلب السعادة بل هو كذلك سبب لدفع  موانعها، ذلك أن المؤمن يعلم أنه مبتلى في حياته وأن هذه الابتلاءات تعد من أسباب الممارسة الإيمانية، فتتكون لديه المعاني المكونة للقوى النفسية المتمثلة في الصبر والعزم والثقة بالله والتوكل عليه والاستغاثة به والخوف منه، وهذه المعاني تعد من أقوى الوسائل لتحقيق الغايات الحياتية النبيلة وتحمل الابتلاءات المعاشية كما قال الله تعالى: ﴿  إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ  ﴾ [النساء: 1044].

2- التحلي بالأخلاق الفاضلة التي تدفعه للإحسان إلى الخلق: إن الإنسان  كائن اجتماعي لا بد له من الاختلاط ببني جنسه، فلا يمكنه الاستغناء عنهم والاستقلال بنفسه في جميع أموره فإذ ا كان الاختلاط بهم لازم طبعا، ومعلوم أن الناس يختلفون في خصائصهم الخلقية والعقلية فلا بد أن يحدث منهم ما يكدر صفو المرء ويجلب له الهم والحزن، فإن لم يدفع ذلك بالخصال الفاضلة كان اجتماعه بالناس - ولا مفر له منه - من أكبر أسباب ضنك العيش وجلب الهم والغم.

لذلك أهتم الإسلام بالناحية الأخلاقية وتربيتها أيما اهتمام، ويظهر ذلك في النماذج الآتية:
أ / قال الله تعالى في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾[القلم: 44]

ب/ وقال تعالى في ذلك أيضا: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا  غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ [آل عمران: 1599].

ج/ وقال تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: 22].

د/ وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 34، 355].

ه/ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنما بعثت لأتمم مكارم  الأخلاق ).

و/ وقال صلى الله عليه وسلم:( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد، بالحمى والسهر).

3- الإكثار من ذكر الله تعالى والشعور بمعيته دائما: إن الإنسان يكون رضاه بمتعلقه بحسب ذلك المتعلق به وعظمته في نفس المتعلق والله تعالى هو أعظم من يطمئن له القلب وينشرح بذكره الصدر، لأنه ملاذ المؤمن في جلب ما ينفعه ودفع ما يضره.

لذلك جاء الشرع بجملة من الأذكار تربط المؤمن بالله تعالى مع تجدد الأحوال زمانا ومكانا عند حدوث مرغوب أو الخوف من مرهوب، وهذه الأذكار تربط المؤمن بخالقه فيتجاوز بذلك الأسباب إلى مسببها فلا يبالغ في التأثر بها فلا تؤثر فيه إلا بالقدر الذي لا يعكر عليه صفوه، كما أنه لا يستعظمها فيجاوز بها أقدارها إذ لا تعدو أن تكون أسبابا لا تأثير لها بذواتها وإنما أثرها بقدر الله تعالى.

ومن النصوص التي تدل على ذلك:
أ- قال الله تعالى: ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

ب- أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول المسلم عند زواجه من  المرأة:( اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه ).

ج- وأن يقول عند هيجان الريح: ( اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به ).

د- وقال صلى الله عليه وسلم في بيان وجوب الأخذ بالأسباب والاستعانة بالله وعدم الحزن على تخلف النتائج المرغوبة:( احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، فإن أصابك شيء فلا تقل لو إني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان ).

4- العناية الصحية:والصحة هنا تشمل جميع الجوانب: البدنية، والنفسية والعقلية، والروحية.

الصحة البدنية: إن الصحة البدنية مما فطر الناس على الاهتمام به؛ لأنها تتعلق بغريزة البقاء كما أنها السبيل لتحقيق الغايات المادية من مأكل ومشرب وملبس ومركب.

وقد أهتم الإسلام بالإنسان فنهى عن قتله بغير سبب مشروع، كما نهى عن كل ما يضر ببدنه وصحته، كما قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ﴾ [الأنعام: 151] وقال تعالى: ﴿  وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ﴾ [الأعراف: 1577] وقال صلى الله عليه وسلم:( لا  ضرر ولا ضرار ).

الصحة النفسية: يغفل كثير من الناس أهمية الصحة النفسية أو يغفلون  السبيل لرعايتها، والحفاظ عليها مع أنها ركن أساسي في تحقيق السعادة لذلك حرص الإسلام على تربية النفس الفاضلة وتزكيتها بالخصال النبيلة، فكان أهم ما سعي إليه هو تكوين النفس السوية المطمئنة الواثقة.

وقوام استواء النفس يكون بالإيمان ثم بالتحلي بالأخلاق الفاضلة والابتعاد عن الخصال الذميمة من الغضب والكبر والعجب والبخل والحرص على الدنيا والحسد والحقد وغير ذلك مما يكسب الاضطراب والقلق، قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 1311].

وقال صلى الله عليه وسلم: ( إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث؛ حتى تختلطوا بالناس من أجل أن ذلك يحزنه ).

وقال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا  خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ  الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 11، 122].

الصحة العقلية: إن العقل هو مناط التكليف في الإنسان لذلك أمر الشارع  الحكيم بالحفاظ عليه وحرم كل ما يؤدي إلي الإضرار به أو إزالته، ومن أعظم ما يؤدي إلي ذلك المسكرات والمخدرات لذلك حرمها الله تعالى بقوله: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ  الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 90، 911].

الصحة الروحية: لقد اعتنى الشرع بوضع الوسائل الكفيلة بالحفاظ علي الصحة الروحية فندب المؤمن إلى ذكر الله تعالى على كل حال، كما أوجب عليه الحد الأدنى الذي يكفل له غذاء الروح، وذلك بشرع الفرائض من الصلاة والصيام والزكاة والحج، ثم فنح له بابا واسعا بعد ذلك بالنوافل، وجميع أنواع القربات.

هذه العبادات تربط الإنسان بربه وتعيده إليه كلما جرفته موجات الدنيا؛ لذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (وجعلت قرة عيني في الصلاة) وكان يقول صلى الله عليه وسلم: ( يا بلال، أرحنا بالصلاة ).

وقد نهى الشارع عن الأمور التي تؤدي إلى سقم الروح وضعفها، فنهي عن اتباع الأهواء والشبهات والانهماك في الملذات؛ لأنها تعمي القلب وتجعله غافلا عن ذكر الله لذلك قال الله تعالى في وصف الكفار: ﴿  إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ﴾ [الفرقان: 44] وقال تعالى: ﴿  وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ ﴾ [محمد: 122].

5- السعي لتحقيق القدر المادي اللازم للسعادة: لقد تقرر فيما سبق أن  الإسلام لا ينكر أهمية الأسباب المادية في تحقيق السعادة إلا أن هذه الأشياء المادية ليست شرطاً لازما في تحقيق السعادة، وإنما هي من جملة الوسائل المؤدية لذلك.

وقد تناولت كثير من النصوص هذه الحقيقة منها: قال الله تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ﴾ [الأعراف: 322] وقال  صلى الله عليه وسلم: ( نعم المال الصالح للعبد الصالح) وقال صلى الله عليه وسلم: ( من سعادة ابن آدم: المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح ).

تنظيم الوقت: يعتبر الوقت رأس مال الإنسان، فهو فترة بقائه في هذه  الدنيا لذلك اعتنى الإسلام بالوقت وجعل المؤمن مسئولا عن وقته وأنه سوف يسأل عنه يوم القيامة.

وقد جاءت شرائع الإسلام بحيث تعين الإنسان على ترتيب وقته وإحسان استغلاله، وذلك بالموازنة بين حاجاته الحياتية والمعيشية من جانب، وحاجاته الروحية والعبادية من جانب آخر، وقد حث الإسلام المؤمن على استثمار وقته وإعماره بالخير والعمل الصالح.

قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [المنافقون: 9، 100].

وقال صلى الله عليه وسلم: ( لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به ).

وقال صلى الله عليه وسلم: ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ ).

وأرشد صلى الله عليه وسلم إلى التوازن فقال: ( روحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلب إذا أكره عمي ).

الأربعاء، 12 أبريل 2017

سيدنا نوح عليه السلام و قصة الطوفان

جلسَ الجَدُّ في غُرفته ينتظرُ حمزةَ؛ كي يقصَّ عليه قصَّة نبيِّ الله نوح، تأخَّر حمزةُ قليلاً، وعندما همَّ الجَدُّ بالقيام لِيَبْحَثَ عنه، دَخَل حمزةُ مسرعًا.

- السلام عليكم يا جدِّي.

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، خفتُ عليكَ يا حمزةُ، أين كنتَ؟

- شكرًا لك يا جدِّي، سكبتُ بعض الماء في كأس، ووضعتها في حديقة المنزل.

- ولمَ سكبتَ الماء في الكأس، ووضعتها في حديقة المنزل يا بنيّ؟

- لتشرب العصافير إذا عطشت.

- شكرًا لك يا بنيّ، واعلم أنَّ الله سَيُثِيبُكَ على ذلك؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - في الحديث : ((في كل كبدٍ رطبة أجر)).

- يا فرحتي، سأحرص على تقديم الماء للعصافير كلَّ يوم.

- بارك الله فيك يا بنيّ.

- والآن، كلِّي آذانٌ صاغيةٌ لك يا جدِّي.

- قصة اليوم عن نبيِّ الله نوح - عليه السلام - وُلِدَ بعد وفاة آدم - عليه السلام - بمائة وست وعشرين سنة، ونوح - عليه السلام - هو أول الرُّسل إلى الناس، وقومه هم جميع الناس في وقته.

- هل تقصد - يا جدِّي - أنَّ الناس جميعهم في ذلك الزمان كانوا موجودين في مكانٍ واحد؟

- نعم يا حمزة، لم يكن على الأرض قومٌ غير قوم نوح، وأرسل الله نوحًا إلى قوم يقال لهم: بنو راسب، في العراق، على مقربة من مدينة الكوفة حاليََّا، حيث دعاهم إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة الأصنام؛ قال - تعالى -: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ * يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [نوح: 1 - 4].

- وهلِ استجاب الناس لدعوة نوح - عليه السلام -؟

- لم يستجِبْ قومُ نوحٍ لدعوته، على رغمِ أنه كان يدعوهم في الليل والنهار، وكان يدعوهم في السرِّ والعَلَن، واستخدم معهم أساليبَ الترغيب والترهيب.

- وماذا كانت حجّتهم يا جدِّي؟

- كان هناك رجال صالحون من قوم نوح، وهم: ودّ، وسُواع، ويَغُوث، ويَعُوق، ونَسْر، وبعدما مات هؤلاء الرجال أوحى الشيطان إلى قومهم أن ينصبوا إلى مجالسهم، التي كانوا يجلسون فيها أنصابًا، ويسموها بأسمائهم، وعندما انتسخَ العلمُ، وعمَّ الجهل بين الناس، عبدوا هذه الأنصاب، وصارت هذه الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب من بعد؛ قال - تعالى -: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا * وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا * وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} [نوح: 21 - 23].

- وماذا عن زوجته وأبنائه يا جدِّي، أَلَمْ يؤمنوا به؟

- لقد آمَنَ به أبناؤه سام، وحام، ويافث، ولكنّ يام (كنعان)، لم يؤمن بنوح - عليه السلام - وكان من المُغرقين.

- وماذا فعل نوح بعد ذلك يا جدِّي؟

- ظل نوح يدعو قومه مدَّة 950 سنة؛ ولكن من دون فائدة، ولم يؤمن به إلاَّ نحو ثمانين شخصًا، عندئذٍ دعا نوح على قومه بالهلاك؛ لأنهم أصرُّوا على الكفر؛ قال - تعالى -: {وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} [نوح: 26].

- وما قصَّة السفينة يا جدِّي؟

- أوحى الله إلى نوح أن يصنعَ سفينةً لينجوَ بها، هو وَمَن آمنَ معه، فبدأ نوح بصناعة السفينة، ووضع في السفينة من كل جنس ذكرًا وأنثى.

- ولِمَ جعل نوح من كل جنس ذكرًا وأنثى، يا جدِّي؟

- حتى تتزاوج هذه المخلوقات، ولا تنقرض بعد الطوفان.

- حسناً يا جدِّي، أكمل.

- أتمَّ نوح بناءَ السفينة، وكان قومُه يسخرون من عمله في النجارة، حذَّرَهم نوحٌ - عليه السلام - مِن عقاب الله لهم، ولكنهم لم يهتمُّوا بذلك، وعندما فار الماء، وخرج من التنور بدأَ الكافرون يصعدون التلال والجبال، والماء كان يرتفع ويرتفع، بينما نجا نوح ومَن معه منَ المؤمنين على ظهر السَّفينة، وعندما شاهَدَ نوح ولده يحاول الاعتصام بأحد الجبال أشفق عليه وناداه: {يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ} [هود: 42].
ولكنَّ ولد نوح أصرَّ على كُفْره، وقال لوالده: {سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ} [هود: 43]، فقال له نوح: {لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [هود: 43].
وهكذا نجَّى الله نوحًا وقومَه، وأغرقَ الكافرين، ورَسَتِ السفينة على جبل الجوديِّ في العراق.

- شكرًا لك يا جدِّي، إنها قصَّة ماتِعة؛ ولكنني تمنّيت من كنعان أن يطيعَ والده؛ لأن الله - تعالى - أَمَرَنا بطاعة الوالدين، والإحسان إليهما.

- هذا صحيح يا حمزة، بارك الله فيك يا بنيّ، فأنت ولد بارٌّ، لقاؤنا بعد غدٍ يا بنيّ - إن شاء الله، ولكن فاتنِي أن أذكر لك فوائد الاستغفار.

- وهل للاستغفار فوائد يا جدِّي؟

- بلى يا بنيّ، ومن فوائدها: مغفرة الذنوب، وكثرة الأموال والأولاد، وإنزال المطر، وكثرة الخيرات والبركات، قال - تعالى -: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 11، 12].

- شكرًا لك يا جدِّي؛ ولكن أريد القصَّة غدًا، لا بعد غدٍ.

- سأذهب غدًا لزيارة جارنا في المستشفى، وسأشتري لأختكَ سارة هديّةً؛ لأنها أتمَّت حفظ الجزء الثامن والعشرين من القرآن الكريم.

- حسنًا يا جدِّي، ولا تنسَ أن تحضرَ لي هدية أيضًا.

- سأحضر لك هديةً - إن شاء الله.

المراجع:
- البداية والنهاية، ابن كثير، المجلد الأول ص121.
- أطلس القرآن، شوقي أبو خليل.
- تاريخ الذهبي.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/literature_language/0/3831/#ixzz4e1gmHlFc

الثلاثاء، 11 أبريل 2017

ورق الزيتون - العلآجات ، الفوائد ، والإستخدامات

    منقول

ممكن أول مرة تسمعوا عن عصارة أوراق الزيتون! لكني متأكد أنكم كلكم سمعتوا الكثير عن الزيتون نفسه وفوائدها الصحية الكثيرة. بحيثُ أنها تعتبر منذ فجر التاريخ على أنها غذاء ودواء في نفس الوقت. وأيضاً متأكد أن الكثير منكم يستحيل يخلوا بيوتكم من الزيتون أو زيت الزيتون أو أي من المنتجات الأخرى المستخرجة من الزيتون، لأنكم ما تقدروا تستغنوا عن فوائدها!
والأحلى من ذلك! الفوائد الصحية لعصارة أوراق الزيتون ((أعظم)) وأكثر بكثييييير من الزيتون نفسه!! وهذا ليس كلامي!! هذه نتائج أبحاث وتجارب ودراسات طوييييلة قام بها العلماء في معاهدهم ومختبراتهم من شتى بقاع العالم! ولو عرفتوا فوائدها العظيمة وآثارها الإيجابية في الصحة.. ستستخدموا أوراق الزيتون كل يوم . 

ماهي فوائد عصارة أوراق الزيتون باختصار؟؟؟ 
-1 تستخدم للمساعدة في علاج الكحه والأنفلونزا والسعال والربو، والوقاية منهم.
-2 تستخدم لخفض السكر في الدم، والمحافظة على المستوى الطبيعي للسكر في الدم.
-3 تستخدم لخفض ضغط الدم، والمحافظة على المستوى الطبيعي للضغط الدم.
-4  تستخدم كخافض حرارة قوي للحمى.
-5 تكافح الوهن والتعب في الجسم.
-6 تساعد في الحفاظ على نظام طبيعي وصحي للقلب والأوعية الدموية، وتشجيعه على العمل بشكل آمن وصحي.
-7 تساعد على الوقاية من أمراض الشيخوخة وتأجيل ظهور علامات التقدم في السن، عن طريق منع الضرر التأكسدي في الجسم وإصلاح تلف الخلاية ومنعه من التدهور.
-8 تحمي من أمراض السرطان والقلب والشرايين والانسدادات والتصلبات الداخلية للأوعية الدموية.
-9 تحمي من أمراض الكوليستيرول والشحوم في الدم.
-10 تقوي وتدعم الجهاز المناعي للجسم، خاصة للذين يعانون من سوء التغذية لأن مناعتهم ضعيفة جداً.
-11 تحارب وتقاوم الفيروسات والبكتيريا والميكروبات وأنواع الخميرة والفطريات، وتحمي الجسم منهم.
-12 تطرد الأغذية السامة من الجسم، وتحمي الجسم من التسممات الغذائية .
-13 تساعد في علاج غازات البطن المعوية.
-14 تساعد في علاج الأرق. 
-15 تعطى حماية للجسم عند التعرض الطويل لأشعة الشمس الضارة.
-16 تساعد على المحافظة عل صحة جيدة طول العام مع الجرعات اليومية المستمرة.

 يقول د.محمد عبد الله الطفيل: في المختبر الاستشاري بالرياض إجابة عن سؤال طرح علية ونشر في جريدة الرياض وهذا نصه والجواب علية:
* أبو محمد يسأل عن الأعشاب الطبية و التي لها دور تأثيري مخفض لارتفاع سكر الدم و طريقة استخدامها و مقدار الجرعة . 
نقول للأخ ابو محمد تكملة للجواب عن سؤالك عن الاعشاب الطبية المخفضة للسكر و التي ذكرنا بعضا منها في العدد السابق من عيادة "الرياض" يطلق عليها hypoglycemic agents و تعالج المرض المعروف diabetic disease فنقول مراجعة الاطباء المختصين و العيادات المتخصصة مهم جدا للسيطرة على هذا الداء المنتشر عالميا و من الأعشاب الطبية اوراق الزيتون olive leaf و كما ثبت من الدراسات السريرية تخفيض سكر الدم لهذه الاوراق – و كما اثبتت الدراسات و الابحاث العلمية في اوروبا و الشرق الاوسط ان اوراق الزيتون آمنة الاستخدام مخفضة للسكر حيث اوراق الزيتون تجمع و تنظف و تعقم بالبخار لمدة ساعتين و تطحن على شكل بودرة ناعمة مستخلصة و قد اثبتت الجارب انها آمنة الاستخدام و كذلك اثبتت التجارب المخبرية فاعلية اوراق الزيتون كمخفض للسكر المرتفع في الدم في حيوانات للتجارب حيث درست على 14 فأراً قد اصيبت بارتفاع في سكر الدم و قد أثبتت التجارب تخفيض السكر الدم عند هذه الحيوانات بعد ثلاثة أسابيع . 
وإن الدراسات و الأبحاث العلمية تثبت فاعلية الاعشاب الطبية مثل ورق الزيتون و انها آمنة الاستخدام اذا استخدمت بجرعات محددة و لفترات معروفة حيث ان الدراسات اثبتت ان ورق الزيتون يحوي مواد فعالة مثل وليروبيسايد oleuropeoside و بالرغم من التقدم العلمي في الطب الحديث و انتشار عيادات السكر المتخصصة في جميع بلدان العالم إلا ان الاعشاب الطبية التقليدية او الشعبية من الممكن استعمالها و تطبيقها اذا احضرت هذه الاعشاب الطبية بطرق علمية صحيحة وفق طرق صيدلانية حديثة . ان غالبية افراد المجتمع يستعملون بعض الاعشاب التقليدية و ثبتت فاعليتها في العلاج الشعبي و من ثم تؤخذ هذه الاعشاب و التي ثبتت فاعليتها شعبيا للدراسات العلمية و الابحاث حتى يتأكد من فاعليتها علميا و خلوها من المواد الضارة او المسرطنة . ان علاج الطب البديل و المستخدم من قبل كثير من الناس قد استعمل الكثير من الاعشاب الطبية التقليدية و التي عالجت كثيراً من الامراض منذ قديم الزمان ممثل ارتفاع السكر في الدم و الذي يتميز باعراض مثل العطش التبول المتكرر الشعور بالتعب و من الاعشاب الآمنة و التي استخدمت منذ قديم الزمان لعلاج ارتفاع سكر الدم اوراق الزيتون و قد درست و عمل عليها ابحاث علمية باستفاضة و ثبت تأثيرها الفعال في علاج ارتفاع سكر الدم و قد تحقق من الدراسة ان اوراق الزيتون لها تأثير مخفض سكر الدم من عدة امور اولاً اخذ الجلوكوز من قبل خلايا الخميرة ثانيا تثبيط امتصاص الجلوكوز من خلايا الامعاء للفئران ثالثا ستربتوزوتوسين يقلل سكر الفئران بعد اسبوعين الى ثلاثة اسابيع رابعا بعد دراسة على 14 متبرعاً مصاباً بداء السكري من النوع الثاني II و الذي اعطي لهم بودرة ورق الزيتون ثلاث مرات يوميا لمدة اربعة اسابيع و النتيجة انخفاض معدل ارتفاع سكر الدم من 400 mg/dl - 200 mg/dl 
ان ميكانيكية و فاعلية ورق الزيتون في تخفيض نسبة ارتفاع سكر الدم ترجع الى تثبيط انزيم الفا جلكوسييز و هذا يؤدي الى تثبيط امتصاص الكربوهيدرات في الامعاء كذلك لورق الزيتون تأثير كمضاد للاكسدة antioxidants و هذه له دور حماية خلوية الخلايا البنكرياس و الكبد و يعزز التأثير العلاجي لورق الزيتون كمخفض لارتفاع سكر الدم و المادة الفعالة في ورق الزيتون والتي يرجع لها التأثير الفعال و ليوروبيسيد حيث تخفض سكر الدم المرتفع في جرعة 16mg/kg مما يعزز التأثير المضاد لارتفاع سكر الدم في عشب اوراق الزيتون و كذلك تنشيط تأثير الانسولين و الخلاصة نقول إن اوراق الزيتون و المستعملة شعبيا في الطب التقليدي تظهر سلامتها و أمنها و فاعليتها في تنظيم ارتفاع سكر الدم ورق الزيتون olive leaves oleaeuropeal و يستعمل ثلاث مرات يوميا حيث يستعمل كشاهي 20-30 جرام في 500 مل ماء مغلي لمدة 20 دقيقة و الجرعة نصف كأس ثلاث مرات و توجد كابسولات arkocaps وزنها 210 ملجم تؤخذ كبسولتان او تغلى اوراق decoction من 50-60 جرام في 500 مل ماء تغلى بلطف لمدة 10 دقيقة تترك 20 دقيقة ثم تؤخذ من ¼ الى ½ كأس ثلاث مرات يوميا قبل الاكل بنصف ساعة .
---------------------------------------------
واضافت نتائج دراسة بحثية سويسرية المانية مشتركة فوائد جديدة لمستخلصات اوراق الزيتون التي اظهرت عدة دراسات من قبل فوائدها في علاج عدد كبير من الامراض ومن ابرزها الايدز وضغط الدم المرتفع وأمراض الكبد. وقال باحثون سويسريون وألمان إن تجارب أجروها على عدد من المرضى أظهرت أن تناول ما بين 500 و100 ميليغرام من مستخلصات ورق الزيتون يمكن أن يخفض الكوليسترول وضغط الدم. وطلب الباحث سيم أيدوغان وفريق البحث في مركز فروتاروم الطبي في زيوريخ من 20 توأماً متطابقاً يعانون من الارتفاع الحاد أو الخفيف في ضغط الدم تناول أقراص تحتوي على 500 أو 100 ميليغرام من مستخلصات أوراق الزيتون EFA 943 أو كبسولات لا قيمة طبية لها.
بعدما تناول المتطوعون الحبوب والكبسولات لمدة 8 أسابيع سجل أيدوغان وفريق البحث المعلومات الخاصة بضغط هؤلاء وكذلك المعلومات المتعلقة بالعادات الغذائية وأسلوب الحياة الذي يتبعه هؤلاء.
وقال أيدوغان “أكدت الدراسة أن مستخلصات أوراق الزيتون EFA 943 تحتوي على خواص لمنع ارتفاع ضغط الدم”.
وأضاف “إن تناول حوالي 100 ميلغرام من هذه المادة له تأثير إيجابي خصوصاً على الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الخفيف”.
وكانت تجارب علمية قام بها المركز القومي للبحوث بالقاهرة قد اثبتت ان اوراق الزيتون تساعد في علاج الجروح وادرار البول، كما تساعد في علاج مرض الملوك حيث تعمل على خفض نسبة السكر في الدم وتخفض نسبة الضغط في الدم.
واظهرت هذه التجارب ان للاوراق تاثير مضاد للميكروبات والفطريات والفيروسات.
واثبتت خلاصة اوراق الزيتون ان لها تاثيرا فعالا في انبساط فيروس نقص المناعة الايدز وجميع فيروسات الزكام ويمكن استخدامها في الامراض المزمنة ولكن تحت اشراف الطبيب خاصة في امراض نقص المناعة ولاتستخدمها المرأة الحامل أو المرضعة.
وافادت الابحاث ان اوراق الزيتون استخدمت منذ القدم في علاج البواسير ولتطهير الكبد وارتفاع درجة الحرارة وكمطهر عام وتستعمل اوراق الزيتون ايضا في علاج الاجهاد المزمن والام العضلات والحكة والملاريا ومشاكل البروستاتا والطفيليات والصدفية ويمكن استعمالها ايضا في علاج تسمم البوتيوليزم والتهاب انسجة المخ والالتهاب الكبدي والالتهاب الرئوي والتهاب المثانة.
وتساعد اوراق الزيتون ايضا في علاج تصلب الشرايين والروماتيد وفي عملية التوازن في الدم كما يحمي زيت الزيتون الجهاز الهضمي ويلطف الجلد ويحتوي على احماض امينية ضرورية للجسم كما ان الاستعمال المنتظم لزيت الزيتون يساعد على عدم ترسيب الكوليسترول في الدم وهو بديل جيد للزيوت التي يستخدمها الانسان.
واظهرت نتائج دراسات أمريكية أن أوراق الزيتون تحتوى على حوالي 5% من وزنهاأملاح معدنية عبارة عن كالسيوم، فوسفور، ماغنسيوم، سيليكون، كبريت، بوتاسيوم، صوديوم، حديد، كلور مع أحماض عضويةأهمها ماليك، وطرطيك، ولاكتيك، وجلوكوليك، وأحماض دهنية عبارة عن أوليك، وصابونيك، ومادة عفصة قابضة هي التانين Tannis ، ومادة مرة مقوية، ومنشطة لوظائف المعدة والأمعاء، ومقاومة لحالات الحمى، وأثبتت المشاهدات الطبية أن لأوراق ثمار الزيتون تأثيرات مطهرة Antisptic ، ومقوية Asteringent ، ومهدئة.
وتتميز أوراق الزيتون على الأعشاب الطبية الأخرى بكونها غير ذات أعراض جانبية أو مضاعفات تسممية، ولذلك فلا يخشى من تناولها بكثرة.
وقد أسفرت بعض الدراسات التطبيقية أن مغلي أوراق الزيتون يساعد في إيقاف حالات النزيف الداخلي،وإصابة الجروح بالغرغرينا،ومكافحة ارتفاع ضغط الدم ونسبة البولينا، والسكر في الدم، وكذلك قروح المعدة والأمعاء، وحالات عسر البول والحميات مما شجع بعض شركات الصناعات الدوائية بإنتاج سائل يحتوى على خلاصة أوراق الزيتون لاستعماله كمضمضة، وغرغرة لإزالة التهابات الفم والحلق.
وهناك ثلاث طرق لاستخدام اوراق الزيتون وهي:
تطحن أوراق الزيتون (كيلو أوراق مع لتر ماء) مع الماء المغلى أو مع ماء معدني في آلة الطحن الكهربائية ثم يترك الخليط لمدة ساعتين يصفى بعدها على قماش سميك أو مصفاة أو قطن ويوضع المستخلص في مكان مظلم وقي قنينة غير شفافة.
تغلى أوراق الزيتون الخضراء أو اليابسة بعدما تغسل جيداً في الماء لمدة ساعتين وتترك بعدها حتى تبرد ثم تصفى حيث نحصل على نقيع أصفر داكن أويميل شيئا ما إلى الداكن.
تجفف أوراق الزيتون بعد غسلها ثم تطحن بآلة كهربائية أو تدق بالمدقة حتى تصير مسحوقا رقيقا يمكن غربلته على شبكة أو قماش ثم يغربل الدقيق لنحصل على مسحوق رقيق يمكن مزجه مع أي سائل أو مع الشوربة أو مع العسل أو مع الأكل. كما يمكن أن يضاف إلى أي منتج يكون سهل الإستهلاك. أما أوراق الزيتون فتستخدم مضغا في الفم كدواء لأمراض اللثة والفم والبلعوم.